(3.6)
السينما المتمردة
بعد مرور أشهر قليلة على أحداث 68 مايو في فرنسا، انطلق الأخوان الدرقاوي بالسيارة من بولندا صحبة صديقين من المدرسة لتصوير الجمعية العامة للسينما في باريس. نشأت هذه الحركة من التزام وتعبئة التقنيين الفنيين والممثلين والطلبة والسينمائيين خلال مايو 1968 (الإضرابات والمظاهرات والمطالبة بوقف مهرجان كان السينمائي)
وفر الأخوين الدرقاوي أشرطة سينمائية خام من المدرسة فيما رتبوا مسبقا على إيجاد كاميرا في باريس. فقد احتفظ مصطفى الدرقاوي بعلاقاته السابقة بفرنسا حيث درس سنة بالمعهد العالي للدراسات السينمائية المعروف اختصارا ب IDHEC قبل ذهابه إلى بولندا.
صَوَّرَ الأخوين النقاشات والمناظرات التي كانت دائرة في وسط الجمعية العامة للسينما، ثم يقضون يومًا مع المصور السينمائي جان شارفين بحضور صديقته الموضبة هيلين أرنال (ستعمل أرنال وشارفين في فيلم "دجنبر" للجزائري محمد لخضر حامينا سنة 1973) وتضمن فيلم الدرقاوي مشاركة بعض أعضاء الجمعية أيضا.
تُعرف الجمعية العامة للسينما توجهها على النحو التالي:
" إن السينما أيضا سلاح..."
إن الجمعية العامة للسينما ليست جمعية نقابية
لا يهتمون بالإصلاحات أو بالمشاطرة
إنها مفتوحة في وجه جميع الذين لا يعتبرون السينما مجرد شيء استهلاكي جمالي خالص وإنما سلاح.
إنهم في حاجة إلى كل أولئك الذين يؤمنون بأن السينما لا ينبغي أن تظل مغلقة وحبيسة الغيتو الثقافي للطبقة الحاكمة، وإنما جزء من النضال الثوري.
يمكنهم تزويد المناضلين بوسائل التفكير والعمل السياسي.
بقي هذا الفيلم عن الجمعية العامة للسينما الفرنسية للأسف مجرد أشرطة غير مكتملة، في غرفة المونتاج بالمدرسة في بولندا، قبل أن يتم تدميرها على الأرجح. لم يبق منه اليوم سوى مشهد واحد والذي وظفه مصطفى الدرقاوي في فيلم تخرجه للسنة الدراسية الثالثة "ناس القبو" (1969)
سيستخدم عبد القادر لقطع ملصق الجمعية العامة للسينما، الذي حمله معه مصطفى الدرقاوي إلى بولندا، حيث وظفه لقطع في مشهد من فيلمه "ظل بين أخرين: السينما تتمرد!"
نسمع في فيلم "ناس القبو" (1969) كلمات جان شارفين:
"يجب أن تكون سينمانا سينما بروليتارية ويجب أن تتجه إليها، داخل الفئات البروليتارية نفسها. وينبغي عليها أيضا إنجاز أفلامها"
الصور لعبد الكريم الدرقاوي، 1969
في بيت جان شارفين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للسينما في باريس، صحبة الأخوين عبد الكريم ومصطفى الدرقاوي.
مع جان شارفين وهيلين أرنال وكلود ريزنيك وبيير جيلر
شكر كل من كلوديا فون أليمان وكاثرين رودي وسيباستيان لايرل على مساعدتهم لنا في تحديد أسماء أعضاء الجمعية العامة للسينما.