مجلة "سينما 3" العدد 4، 1970، المدير نور الدين الصايل
تركت السنوات البولندية أثرها الكبير على المخرجين المغاربة الذين درسوا في لودز خلال الستينيات والسبعينيات القرن الماضي، وهُم قدموا لنا ذخيرة مهمة للسينما المغربية.
لذلك فإن السينما الوطنية المغربية تأسست أيضًا من خلال تاريخ الحركات العابرة للحدود الوطنية والتأثيرات والأفكار التي يتم مشاركتها مع الطلبة من جميع أنحاء العالم حول سينما المستقبل. كان السينمائيون المغاربة خلال دراستهم في بولندا، وأيضًا عند عودتهم إلى المغرب، يفكرون في سينما متحررة من الإرث الاستعماري وفي نفس الوقت كونية ومترسخة أساسا في الثقافة المغربية ومجتمعه
هذه المحاولة للتعريف بالسينما "الجديدة"، والتي تتجسد في الفيلم الروائي الطويل الأول لمصطفى الدرقاوي "أحداث بدون دلالة"، أو التجربة القصيرة لمجلة "سينما 3" لمديرها نور الدين الصايل، مازالت مجهولة
معظم الأعمال المرتبطة مباشرة بهذه الاجتهادات الأولى (سواء كانت أفلامًا أو كتابات) إما أنها غير موجودة الآن، لأنها بقيت حبيسة مرحلة المشروع أو سيناريو أو أشرطة سالبة غير موضبة، وإما أنها اختفت، لأنها مُنعت ثم نُسيت حتى ضاعت ولم يبق لها أثر، وإما غير معروفة ويصعب الوصول إليها.
نحاول هنا أن نعيد لها الحياة ونجعلها متناولة ومتاحة لمن يهمه اكتشافها بفضل مجموعة مهمة من المستندات والوثائق
"السينما الثالثة بالنسبة لنا هي السينما التي تعترف بنضال شعوب العالم الثالث ضد الإمبريالية وما يقابلها في المناطق الحضرية الكبرى، أضخم حدث ثقافي وعلمي وفني في عصرنا، وإمكانية كبيرة لبناء، بفضل كل شعب، شخصية متحررة، وتصفية الاستعمار الثقافي"
أوكتافيو جيتينو وفرناندو سولاناس "من أجل سينما ثالثة"، صحيفة القارات الثلاث، العدد 3، 1969
