FR / AR / EN

FR / AR / EN


.2

والمنفى اليومي






في منتصف الستينيات، غادر المغرب مجموعة من الطلبة متوجهين إلى بولندا الشيوعية لدراسة السينما. وعند وصولهم، يكتشفون حقائق المجتمع البولندي. وأن لودز مدينة صناعية، يمكن رؤيتها على أنها ملوثة وفقيرة وباردة. لحسن الحظ، ستسمح لهم اللقاءات والصداقات والعلاقات الغرامية، وخاصة اكتشاف الثقافة البولندية، بأن يعيشوا تجربة "رائعة" (كما سيقول مصطفى الدرقاوي)

على الرغم من أنهم أجانب واستفادوا من منحة دراسية من بولندا، إلا أنهم يجرؤون في أفلامهم على مواجهة واقع بلدهم المضيف بعين ناقدة، وبفضل مساعدة أستاذهم كاسيميرز كاراباس، مخرج الأفلام الوثائقية. سيصورون الهوامش والأقليات ("لكن للأمل لونا آخر" لعبد القادر لقطع)، العائلات الغجرية ("صوفيا ولودميلا" لحميد بن سعيد)، العنصرية ("تبني" لمصطفى الدرقاوي)، وكذلك النساء العازبات ("إليزابيت ك." لكريم إدريس)، العمال/العاملات وبؤسهم اليومي ("مارتا" لكريم إدريس). كان عليهم في بعض الأحيان مواجهة رفض المدرسة، التي لا تريد أن تعطي صورة سلبية عن بولندا على أنها دولة عنصرية.

"والمنفى اليومي" هو عنوان فيلم التخرج لكريم إدريس (1975). هذا الفيلم، الذي يستند على خبر حقيقي، يتتبع حياة وانتحار عاملة شابة حطمتها رسائل مجهولة من ائتلاف عمالي متطرف. سيتم منع الفيلم.

وعليه، فإن مدرسة لودز وبولندا ليستا فقط فضاء للحلم بالحرية خاصة للشباب الذين غالبًا ما يكونون على دراية بصعوبات الرقابة السياسية في بلدانهم. فعلا، يحسون في بولندا بهامش الحرية وقد تخلصوا من الوصاية الاستعمارية الفرنسية وأيضًا من الدولة الاستبدادية المغربية (كان عقد الستينيات صعبة للغاية في المغرب بالنسبة لمناضلي اليسار الذي عانى من قمع رهيب) لكنهم سيواجهون أيضًا صعوبات سياسية في بولندا إذ سيساعدهم ذلك وسيحفزهم على التفكير والإبداع في طريقة إنجاز الأفلام عند عودتهم إلى بلدهم.

عندما تظاهر الطلبة البولنديون، في مارس 1968، من أجل "اشتراكية إنسانية"، ردت الحكومة بالقمع (مصحوبًا بموجة قوية من معاداة السامية). ستمثل هذه الأحداث بداية أزمة سياسية واقتصادية عميقة في بولندا.

وستثبت سنوات السبعينيات بأنها صعبة على الطلبة الأجانب الذين بدأوا يشعرون بالضغط عليهم ومطالبتهم من لدن الدولة البولندية بالعودة إلى بلدانهم. سيتم طرد بعض الطلبة المغاربة مثل كريم إدريس وعبد القادر لقطع في ظروف صعبة للغاية.





حقوق النشر © ليا مورين /  سينما 3 / الثالثة 2020