"محمد عبد الكريم الدرقاوي، أخي كريمو، هو من أعطاني أول درس سينمائي حقيقي حيث قال لي :" مصطفى، اخرس إذا لم يكن ما تقصده بقيمة جمال الصمت !". إنه مثل عربي قديم. كان ذلك عشية امتحاننا بمدرسة السينما في لودز. كنا نقف ملتصقين ببعضنا البعض في ذلك القطار الذي سيأخذنا إلى بولندا، نحمل حقائبنا الخمس القديمة المشدودة بالأحزمة القديمة لوالدنا عبد الرحمن. الغريب أن كريمو كان قادرًا على الاستفادة من هذه النصائح التي كان يقدمها لي. ما كان يقوله أو يفعله يميل دائمًا نحو الكمال، بينما واصلت التبجح وسط ضجيج عجلات قطار يسير مائة وثمانين كيلومترًا في الساعة على القضبان. توقف القطار أخيرًا في وارسو؛ لكني استمرت في الحديث بدون توقف، وأقول أي شيء، حتى أصبحت عاجزًا عن الكلام بسبب كلامي الفارغ. أخيرًا صمت. وبما أنني الآن لم أعد أتكلم، فربما سأنجح في إخراج الفيلم الذي كنت أحاول صنعه منذ سنة 1974، عندما صورت اللقطة الأولى من فيلم أحداث بدون دلالة"