FR / AR / EN

FR / AR / EN


صور من فيلم "أحداث بدون دلالة" لمصطفى الدرقاوي 1974


(5.2)

سينما مختلفة

 


تميز جيل الستينات بروح التعاون والتضامن بين مكوناته من خلال خوض نضالات مشتركة ضد الاستعمار، أو بروح ثورة مايو 1968، وحرب فيتنام، والنظريات الماركسية، ونضالات الفلاحين حول العالم، كل هذه الحركات كانت جماعية، تغلبها روح الوحدة للشعوب المناضلة (سواء الوحدة العربية، أو عدم الانحياز، والصراع الطبقي، أو أيضا الوحدة الأفريقية)، والتي تميزت بـ "التضامن الدولي" فنجدها بشكل ما في الدراسات والمحاولات السينمائية لـمصطفى الدرقاوي أثناء سنوات دراسته في لودز


مصطفى الدرقاوي (في الوسط) في مهرجان خريبكة 1977. أرشيف أحمد بوغابة



"عندما كنت بالمدرسة في لودز، أردت أن أخرج فيلمًا حيث أكون فيه قريبا من الوجوه والكلمات والإيماءات. لكن أحد أساتذتي أخبرني بأنه من المستحيل القيام بذلك، ولهذا قررت أن أخرج فيلما يعتمد فقط على اللقطات المقربة أو القريبة جدا. كنت أرغب في صنع سينما يتم تداولها مثل عُشبة الجذمور. سينما أخرى لا جذور لها ولا ساق ولا أزهار. سينما هي إرادة معبرة، إرادة لقول شيء ما "

مقابلة مع مصطفى الدرقاوي، 2016


انطلاقا من هذا التواطؤ، في لودز، بين السينمائيين والمفكرين والفنانين القادمين من جميع أنحاء العالم، وغالبا من البلدان التي استقلت مؤخرًا أو التي مازالت تناضل، ظهر فيلم "أحداث بدون دلالة" (1974، المغرب). ويمكننا الذهاب إلى أبعد من ذلك لتحديد أصل المشروع السينمائي للدرقاوي، ومعه عدد من الأفلام السينمائية المغربية.





"عندما عدنا إلى الوطن، لم نكن نريد أن ننتج أفلاما بالمعنى التقليدي للكلمة. علاوة على ذلك، فإن هياكل السينما الموجودة لا تتوافق مع طريقتنا في رؤية الأشياء، من ناحية، ومن ناحية أخرى أردنا خوض تجربة خاصة بنا، والتي لا تكرر التجارب الأخرى السابقة في الأقطار الرأسمالية، ولا بأقطار العالم الثالث مثل الجزائر ومصر والبرازيل"


مصطفى الدرقاوي "من أجل ديناميكية لسينما جماعية"،
مقابلة مع مصطفى النيسابوري، مجلة أنتغرال، مارس 1974






يبدأ فيلم "أحداث بدون دلالة" (1974) بتحقيق يردد صدى الجدل بين السينمائيين المنشور في مجلة "أنفاس" في عام 1966. سؤال أولي لمجموعة من السينمائيين، الذين كانت سينماهم الوطنية في بدايتها، فيتساءلون عن السينما التي يريدونها ويمكنهم تحقيقها. وما هي السينما التي تهم الجمهور. ولهذا الغرض، يحاورون الجمهور في شوارع مدينة الدار البيضاء ومقاهيها عن انتظاراتهم من السينما المغربية.





"نريد أن يعتاد الناس على مشاهدة السينما بشكل مختلف، ونريد أيضا إعادة تربيتنا، وبصرنا وحساسيتنا. إذا كان فعلا لدينا شيئا نقوله في المجال الثقافي. لا يوجد نشاط جدي داخل الأحزاب السياسية. إذا كان لابد من إنشاء أيديولوجية، فإنها في الوقت الحالي تعتمد فقط على النشاط الثقافي باعتباره انعكاسا للواقع. إن خلق الثقافة هو حاجة حيوية لنا ولمجتمعنا بأسره"


مصطفى الدرقاوي من أجل ديناميكية السينما الجماعية،
مقابلة مع مصطفى النيسابوري، مجلة أنتغرال، مارس/أبريل 1974






مجلة "أنتغرال" العدد 7، مجلة الإبداع التشكيلي والأدبي، مدير النشر: محمد المليحي، الدار البيضاء،
من 1971 إلى 1974، أرشيف أحمد البوعناني



استفاد هذا الإنتاج المستقل من تعبئة تضامنية جماعية فريدة من نوعها في التاريخ الثقافي للمغرب بفضل مشاركة فنانين تشكيليين (المليحي، القاسمي، حميدي، شبعة، إلخ) الذين يشاركون في تمويل الفيلم من خلال بيع أعمالهم، وساهم أيضا في تمويله مجموعة من المثقفين من أصدقاء الأخوين مصطفى وعبد الكريم الدرقاوي، وكذا الممثلين من المسرح البلدي، وموسيقيي الفرقة الشعبية جيل جيلالة وكذا الكتاب والصحفيين والشعراء الملتزمين ثقافيا (زفزاف، النيسابوري، الجامعي، الدزيري، إلخ).

لقراءة المزيد عن الفيلم.





بعد "أحداث بدون دلالة"، سيشرع الأخوين الدرقاوي مرة أخرى في مشروع تعاوني، وقعه مجموعة من السينمائيين المكونة من العربي بالعكاف، سعد الشرايبي، عبد الكريم الدرقاوي، مصطفى الدرقاوي، نور الدين كونجار، عبد القادر لقطع، محمد الركاب: بفيلم "رماد زريبة" (1976). إن إنتاج هذا الفيلم، وهو تجربة سينمائية جماعية فريدة في المغرب بفضل مجموعة من السينمائيين الشباب مؤمنين بمُثُل التعاون، سوف تنتهي بالصراع بين هؤلاء المخرجين.







حقوق النشر © ليا مورين /  سينما 3 / الثالثة 2020